📚 ملخص كتاب " في وجه النار "
ربما صادفت شخصا يصرخ فيك بلا سبب، أو أحدا يولد صراعات على أتفه الأسباب، أو شخصا يثور وينفعل من جراء أمر لا يستدعي كل هذا الانفعال، وستجد أن كلمة السر وراء تلك السلوكيات هي شعور الغضب!
وهذا الكتاب يعلمك كيف تكتشف غضبك وتعبر عنه بالطريقة المناسبة ؟
1- حقيقة الغضب
دائمًا ما يسعى الجميع إلى التمتع بالمشاعر المشرقة كالحب والأمل والسعادة، ولا يرغب أحد في عيش المواقف التي تصيبه بالحزن أو الإحباط والألم خصوصًا تلك التي تشعره بالغضب، وذلك لأن شعور الغضب من أكثر المشاعر التي تُصنف على أنها عواطف سلبية عند أغلب الناس، ويجدون أنّ الطريقة المثّلى للتعامل معه هي كتمانه والهرب منه، إلا أن الغضب كأي عاطفة يجب فقط الشعور بها، ولا يوجد ما يُدعى بالعواطف السلبية وإن كانت تحملنا على القيام بأشياء سلبية، وربما أتى ربط شعور الغضب بالألم والسلبية منذ الصغر، إذ تكون بأذهاننا معادلة تجمع بين الغضب والألم، فعندما يغضب شخص ما يتأذى شخص آخر، فإذا غضب الأب ربما يتعرض الطفل للضرب أو السخرية، في حين إن غضبت الأم تنسحب وتبتعد، أما الطفل فعندما يغضب ربما يعاقب ويحرم أو يُرسَل إلى غرفته ويُنبذ، وهكذا آل الأمر لتجنب حالات الغضب تلقائيًّا لحماية النفس والهروب منها بشتى الطرائق.
2- الغضب غير الآمن
وبما أن شعور الغضب لا مفر من التعرض له، فيا تُرى ما الطريقة المثالية للتعامل مع شعورك بالغضب؟ دعنا أولًا نتحدث عن الطريقة الشائعة للتعامل مع الغضب وهي كبته داخل أغوار النفس، ومع الأسف فإن لهذه الطريقة عديدًا من الآثار السلبية، فهناك كثير من الدراسات التي تربط بين كبت الغضب والأمراض الصحية وتقول إن تأثيره يشبه خطر التدخين وزيادة الوزن بشكل كبير،وقد يصاب المرء إثر غضبه المكبوت بأمراض في القلب وبالوفاة المبكرة، وارتفاع بضغط الدم واضطرابات بالجهاز المناعي، وبعض الشكاوى اليومية كالصداع وآلام المعدة والظهر، وكذلك تنتج عن كبت الغضب آثار سلوكية عند التعامل مع الآخرين، مثل: دفن مشاعرك وتجاهل حقوقك لتسترضي الآخرين كيلا تتعرض للتخلي من قبلهم، وبذلك يمنعك كبت الغضب من الاستمتاع بالحياة ويؤثر في علاقتك بالآخرين!
3- التعبير والتخلص
تعد الأسباب الأساسية للغضب هي الأسباب الأساسية للحزن والأسى والتحسّر والرثاء، وللتعامل مع الغضب وما يماثله من المشاعر السلبية عليك أن تحاول فهم أسباب غضبك ثم تخرجها من جسمك، ويجب فعل هاتين الخطوتين معًا لأن فهم ومعرفة الأسباب فقط لن يكون مفيدًا، بل سيمنع جسمك من إخراج الغضب مما يؤدي إلى كبته داخلك، وبعدها قد يخرجه جسمك بشكل آخر ربما على هيئة آلام في الظهر والمعدة أو حتى عدوان سلبي مع الآخرين، والجسم هو ما يستقبل العاطفة أولًا ويشعر بها ثم يمررها إلى العقل حيث تُفسَّر، وحينها قد يقاوم العقل إخراج المشاعر وذلك لأسباب عدة، أولها: الجهل بمفهوم التحرر العاطفي، الذي يعني إعادة تجربة المشاعر التي نكرهها ونخافها ومن ثم إخراجها مثلما تُزال السموم من الجسم،أما ثاني الأسباب فهو الحنكة والتمسك بالمثالية والثقة بأن الجسم لا يحتاج إلى تحرر عاطفي، وآخر الأسباب هو الخوف وخصوصًا من الألم المرتبط بالغضب.
4- الغضب والآخرون
دعنا نبدأ ببعض القواعد اللازمة للتعبير عن الغضب بشكل لائق بحيث لا يورث ندمًا في ما بعد، وبالطبع لا يعتمد على الإهانة أو التجريح، وأولى تلك القواعد هي: إدراك أن سبب الغضب الحقيقي هو سلوك الشخص وتصرفه، لا الشخص ذاته أو عواطف قديمة قد تراكمت، وذلك ببساطة لأن ذاك الشخص ليس هو نفسه الذي أغضبك في ما مضى، وإذا تخلصت من هذا الغضب المكبوت وركزت على الغضب الحالي قد تحسن علاقتك به.
ويتميز الغضب المكبوت عن الحالي حسب حالة انفعال جسدك، هل تستشيط وترتجف وتصبح خارجًا عن السيطرة ولا ترى الأمور بدقة؟ إن كنت هكذا فهذا غضب مكبوت، وإذا كنت العكس وتستطيع احتواء الغضب بهذه اللحظة يكون غضبًا حاليًّا. نأتي إلى القاعدة الثانية، وهي أن الشخص الذي تعبر له عن غضبك شخص آمن، بمعنى أنه شخص لن يرفضك أو يحطّ من قدرك أو يسخر منك، أما القاعدة الثالثة فهي: لا تنقد الشخص انقد سلوكه فقط وانقل ووضح له مشاعرك.
5- فوائد الغضب
من فوائد الغضب أنك تتخلص من السلوكيات أو العلاقات غير الصحية، وتحمي نفسك من الأشخاص أو الظروف المؤذية، وذلك على عكس الحزن الذي يدعوك إلى الاستسلام، فبالغضب تقوى حدودك الشخصية، وتتمكن من قطع أوصال الماضي المؤلم.
كما أن الغضب يمنحك طاقة كبيرة على غرار باقي المشاعر، يمكنك أن تغير بها العالم! كقصة سارّة برادي عندما أصيب زوجها (جيمس برادي) الصحفي بالشلل، نتيجة رصاصة قاتلة كانت موجهة إلى رئيس ولاية كاليفورنيا (رونالدو ويلسون)، إذ استخدمت سارّة حزنها وغضبها في الضغط على الكونجرس لتقييد بيع المسدسات، فصدر قانون برادي الذي ينص على: "وجوب الانتظار لمدة أسبوع قبل شراء أي مسدس حتى تُفحص خلفية المشتري الجنائية".
وفي حالة إذا تحدث معك شخص غاضب بشكل غير لائق، فلا تقبل منه ذلك واحمِ نفسك وأخبره بالتوقف وعدم قبولك لمثل هذه الإساءة سواءً منه أو من شخصٍ آخر بنبرة حازمة، فإذا توقف الشخص لفترة كافية، فأخبره أنك يمكنك سماع ما يشعر به، ولكن بطريقة لائقة تخلو من إيذائك.
No comments:
Post a Comment