Saturday, March 9, 2024

ملخص كتاب المتحدث البارع

 


📚 ملخص كتاب " المتحدث البارع "


للكلمات أثرٌ كبير في حياتنا، يتغير بها الكثير في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، وبها دعا الأنبياء الأمم إلى الحق والخير، وبها قامت حروب وتآلفت قلوب.


احترف من خلال هذا الكتاب الإلقاء والإقناع وتعلم أسرار التأثير.


‏1- إعداد 


حُسن الإلقاء والتأثير في الناس يبدأ من حُسن الإعداد لذلك، وأولى خطوات الإعداد هي اختيار الموضوع المناسب، بِناء على معرفتنا بالجمهور والعوامل المحيطة وتحديدنا للهدف المطلوب. ومعرفة الجمهور تعني معرفة السن والجنس والمهن والخلفية الثقافية والاهتمامات والمشكلات الخاصة به، مع الانتباه لأن بعض الكلمات والحركات قد تُقبل في مجتمعات دون غيرها وأن الحديث مع المتخصصين ليس كالحديث مع عامة الناس. أما العوامل المحيطة فيُقصد بها المكان والزمان والأحداث الجارية، فلا يُطيل المتحدث إن كان المكان صغيرًا على الحضور مثلًا، وإن كان الوقت المحدد له قصيرًا فلا يختار موضوعاتٍ كثيرةَ التفاصيل، وينتبه لأحداثٍ كهطول أمطار أو قرب موسم الامتحانات. وهدفنا من الحديث يمكن أن يكون إمتاع الجمهور فنختار موضوعات بسيطة وطريفة مع جوائز وهدايا مثلًا وفرصة لمداخلات الجمهور، وإن كان الهدف هو الإقناع كما في الموضوعات المتعلقة بالتربية والعادات السليمة مثلًا فيكون في حديثنا أدلة علمية وقصص واقعية ورمزية وعرض للأسباب والمآلات وترغيب وترهيب، وإن كان الهدف هو الإخبار كما في الحديث عن صفة صلاة النبي أو عن كيفية اختيار التخصص الجامعي فيكون في المحتوى تعريفات وشرح وخطوات عملية وأشكال توضيحية وتكرار للأفكار المحورية.


‏2- نكتب الموضوع 


عند كتابة الموضوع سنجد مصادر كثيرة علينا أن نحسن الاختيار منها. ويقترح الكتاب علينا عدة طرق للكتابة، الأولى طريقة الورق التي نأتي فيها بمجموعةٍ من الأوراق ونجعل لكل فكرةٍ أساسية ورقة نكتب فيها ما نجده من معلومات متعلقة بها، ثم نرتبها في النهاية ونحذف المكرر وندمج المتشابه. والثانية هي طريقة الشمس المشرقة التي تشبه الخريطة الذهنية، والثالثة طريقة العصف الذهني التي تستعين فيها بعدد من الأشخاص تسجل أفكارهم واقتراحاتهم حول موضوعك ثم تنتقي منها وترتبها.بعد جمع المعلومات والأفكار نكتبها ونُقيمها ثم ندقق ونطمئن بمراجعة نهائية.ويمكننا أن نرتب أفكارنا ترتيبًا زمنيًّا من الأقدم إلى الأحدث أو العكس، أو ترتيبًا مكانيًّا، أو موضوعيًّا فيه أهمية الموضوع وأنواعه وأسبابه وعلاجه، أو ترتيبًا سببيًّا، أو حسب الأهمية، أو بأسلوب المقارنة، وننتقل من نقطة إلى أخرى بسلاسة.


‏3- حان الوقت 


اقترب موعد العرض أو المحاضرة، وبدأت مشاعر الخوف والقلق واهتزت الثقة لأنك تقلل من قدر نفسك وتظن أن الآخرين يرون عيوبك وتتنبأ بالفشل، فيكون أداؤك ضعيفًا فتخجل وتفقد الثقة تمامًا! ولكن يمكنك منع حدوثِ ذلك إذا استعنت بالله وقرأت شيئًا من القرآن ولزِمت الدعاء ورجوت الله أن يوفقك، وأتقنت التحضير والاستعداد. عامِل نفسك كصديقٍ لا تقسو عليه عند الخطأ وتشجعه وتكافئه عند الإنجاز، وتخيل أسوأ العواقب وستجدها أبسط مما تظن، وتخيل نجاحك ليسهل عليك تطبيقه، وتذكر أن كل البشر يخطئون، وأن الجمهور لا يدقق في كل حركاتك، وأكثِر من التدريب والممارسة.


ثم يأتي اليوم المرتقب، فتجهز حقيبتك بنسخ احتياطية من مادتك وأقلام سبورة ووصلات كهربائية فربما تخونك التقنية يومها، وتعتني بمظهرك وثيابك بغير مبالغة، وقبل العرض بدقائق تتأكد من أن الجميع يراك وأن المكان مُعَدٌّ جيدًا وليست فيه مشتتات، واسأل الله التوفيق. تنفس بعمقٍ واسترخِ وتذكر أن الخوف شعور طبيعي يجعلك أفضل وربما يزداد بسبب تجارب قديمة أو خوف من المستقبل، لكنه يقل مع الممارسة، وإذا قدَّمك أحدهم فاستمع له واشكره، ويمكن أن تتبع بعض الحِيل التي تظهرك واثقًا بأن تتذكر موقفًا مضحكًا قبل البدء وتبتسم، وامشِ بثقة وقف منتصبًا ولا تشبك ذراعيك وتذكر أنك غالبًا أعلم الناس بالموضوع وقد أتوا ليستمعوا إليك، وجمهورك مرآة لك إن ابتسمت ابتسموا وكانت لك صدقة وإن عبست وتوترت قابلوك بالمثل، ويمكن أن تكون في حديثك طُرفةٌ أو فكاهة تحمل معنى أو رسالة ولكن بغير سخرية أو غيبة، وعليك بالتواصل البصري بعينين مرتاحتين دون أن تحدق طويلًا في من تحدثه أو تغفل عن جانب من الجمهور، ولتكن لغة جسدك وحركاتك متناسقةً مع كلامك، وافهم دلالات لغة الجسد عند الجمهور لتُنقذ الموقف إذا وجدتهم ملُّوا أو غضبوا أو ما شابه.


‏4- في أثناء الإلقاء وبعده


عندما تتحدث أمام جمهورك تحدث بحماسة وتفاعل مع الموضوع، وأسرِع في الجمل المعروفة وأبطئ في الأفكار المعقدة والمؤثرة وتوقف عند تفاعل الجمهور أو عند بدئهم في أحاديث جانبية وعند مواضع التشويق وقبل العبارات المهمة وبعدها، فالوقفات تجذب الانتباه وتمنحك أيضًا فرصة للاستراحة ولجمع أفكارك، وتجنب اللازمات اللفظية مثل( آآ) أو (يعني)، ولا تقل بعد مثالٍ أو قصة "والمهم" لأنها تعطي إيحاءً بأن ما سبق غير مهم، ولا تحاول أن تقلد أحدًا فلكلٍّ منا أسلوبه الخاص والمميز.


وحاول ألا تقف ثابتًا طوال الوقت، ويمكنك أن تطبق مهارة الإرساء التي تحدد فيها ثلاثة أماكن للوقوف أمام الجمهور تنتقل بينها، وتكون المنطقة (أ) هي المنطقة المركزية أو المحايدة، والمنطقة (ب) للحديث عن المميزات والفوائد، والمنطقة (ج) للحديث عن العيوب والأمور السيئة، وإذا طُرحت عليك أسئلة تُجيب عنها مع وقوفك في المنطقة المتعلقة بها، وهذا يُساعد الجمهور على ربط المعلومات. وإن جهزت صورًا ورسومًا توضيحية -وهو أمرٌ طيب مع مراعاةِ طبيعة الجمهور والمكان- فحاول ألا تقف أمامها أو تحجبها عن الناس.


‏5- مزيد من المهارات 


هناك بعض المهاراتِ المتقدمة التي يمكن أن تُحسِّن أداءنا، مثل معرفتنا بنوع الجمهور إن كان مؤيدًا لأفكارنا ومنهجنا أو محايدًا أو معارضًا له فيكون حديثنا متوازنًا بلا مبالغة ومستندًا إلى الحجة والبرهان، وإن كان الجمهور غير مهتم بالموضوع فنجذبه بالقصص، وإن كان الحضور من المختصين فنخاطب العقل لا العاطفة ونكثر من البراهين ونذكر المصادر ونتجنب الجزم في حديثنا، وإن كانوا من غير المختصين فنبتعد عن المصطلحات المعقدة ونكثر من التشبيهات والقصص وخطاب العاطفة، وإن كان الجمهور كله من فئة واحدة كالأطباء أو المعلمين أو المهندسين فنحاول أن نكثر في حديثنا من المفردات والمصطلحات المرتبطة بتخصصهم، وإن كان الجمهور قد أتى برغبته للاستماع فنسأله عن أهدافه من الحضور لنحققها، وإن كان مُلزمًا غير مُخير فنحاول أن نُبين له أهمية الموضوع مع التحفيز.



No comments:

My neighbor List