أياديٍ ممدوه ..مفتوحةٌ غير مقبوضة ..( تركت للفراغات التي بين أصابعها بعض المساحة )
بإنتظار يدٍ تمدُّ وتملئ ذلك الفراغ براحة )
ويشاء الله ..أن تجد بعض تلك الأيادي ..يداً ممتدةٌ إليها لتمسكها ..
وهكذا ..
يمتلئ الفراغ الذي كان يستشعرهُ صاحبتلك اليد موجوداً بين أصابعه ..
تغمرهُ اليدُ الممتدةُ دفئاً وتحتويهِبما كان يتمنى
الأيادي ..
بحاجةٍ إلى يدٍ حانية ,تمسكها كي لا تقع ,
بحاجةٍ إليها لتكبر ..لتتعلم ..لتفهم ..لتدرك ..لتعرف كيف تُمسك بيديّ غيرها حين تكبر !
الأطفال بحاجة شديدة إلى يديّ والديهما ,
والوالدين ..أشدّ حاجة لإمساك يديّ أطفالهم ..
( بحاجة لذلك .. لإشباع غريزة الأمومة والأبوة فيهما )
بحاجة لردِّ جميلٍ لا يُردّ ..
ففي أبعاد هذه الصورة أرى العديد ..من أمورٍ لا تحصى ولا تعدّ ..
بعض الأيادي تحتاج أن تُرفع بيدينا لأنها أصبحت أضعف من أن ترفّع ذاتها ..!
بعض الأيدي تستحق أن نُهلكها نحن من التقبيل .. هنالك فراغات عديدة .
يصعب أن يملأها أي أحد ..! )
بعض الفراغات ..
بحاجة أن تمتلئ بيدِ صديق ..الصديق وحده يستطيع أن يملئ مساحة كبيرة جداً من الفراغات التي بين أصابعنا ..الصديق أيضاً ..قادر على أن يملئ فراغات روحية ..وقلبية ..ونفسية ..ويستوطن جزء من حياتنا ..
الصديق إن وجدناه ..فهو ( وطن ) نعطيه بحب , لأننا نأخذ منه ..
نلجئ إليه ,لأننا نشعر بالاطمئنان معه ..
نخاف عليه ..لأننا نشعر بأننا روحياً مرتبطين به ,
من وجد الصديق ..فقد وجد السعادة ..
( حذاري أن تفلت يديّ صديقك حين تجده )
هنالك أيدي ..ممتدة إلى المولى سبحانه ..
وبكفان مضمومتان كمن يحمل شيئاً في باطنها ..!
نوجهها إلى السماء ..نغمض أعيننا ..استعدادا لإطلاق العنان للروح ..
أكفنا تحملدعائنا ,ورجائنا ,وأمانينا ..نذرفُ دمعاً ..يخالط ما نضمهُ من أمنيات في داخل كفّينا ..فَتَلبَسُ أمنياتنا رداء الصّدق النابع من ذرفِ الدموع دموعالخشية ,والتوسل ,والرجاء ..
ولأنّه الله يعلم ما في القلوب ..
ولأنّه الله رحمن رحيم ..يودع في ذات الكفان المضمومتان دعاء ورجاء وأماني محققة ..
ليحقق وعده حين قال :( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )
#منقول